للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان" ١، ولم يخص أمته بذلك بل ذكر الإيمان مطلقا٢.

ومذهب أهل السنة والجماعة وسط بين نفاة الوعيد من المرجئة وموجبيه من القدرية. فمن مات على كبيرة عندهم فأمره مفوض إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ٣، وإذا عاقبه بذنبه فإنه لا يخلد خلود الكفار بل يخرج من النار ويدخل الجنة٤.

وأما المرجئة فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان ولا يستحق الوعيد. وأما الخوارج والمعتزلة فمرتكب الكبيرة كافر حلال الدم والمال عند الخوارج في الدنيا خالد مخلد في النار في الآخرة. وأما عند المعتزلة فحكمه في الدنيا في منزلة بين المنزلتين وأما في الآخرة فهو خالد في النار ولا شك٥ أن ما ذهب إليه المرجئة والمعتزلة والخوارج باطل للأدلة


١ البخاري مع الفتح ١/١٠٣، برقم (٤٤) .
٢ شرح العقيدة الطحاوية ٢/٥٢٤- ٥٢٥.
٣ الآية ١١٧ من سورة النساء.
٤ شرح العقيدة الطحاوية ٢/٥٢٤-٥٢٥.
٥ انظر شرح العقيدة الواسطية ص١٣٠- ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>