للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٩/٣- ابن عبد الحكم أن عمر كتب رسالة إلى الخوارج وفيها: ... أقسم بالله لو كنتم أبكاري من أولادي ورغبتم عما فرشنا للعامة فيما ولينا لدفقت دماءكم أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة ... "١.

التعليق:

تدل الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في هذا المبحث على لزوم الجماعة وترك التفرق. ولاشك أن ميزة أهل السنة والجماعة كونهم متفقين غير متفرقين ولذا تجد التوافق العجيب بينهم وإن باعدت بينهم الديار والأزمان، لأن مصدر تلقي العقيدة عندهم كتاب الله وسنة نبيه صلىالله عليه وسلم ولأن الاجتماع على الحق هو مطلبهم وغايتهم، فمن اهتدى بمنهجهم هُدي ومن استبصر بها بصر، وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالاجتماع وترك التفرق قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} ٢، وبرأ الله نبيه صلىالله عليه وسلم {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ٣.


١ ابن عبد الحكم سيرة عمر ص٧٥. وابن الجوزي سيرة عمر ص٩٦، وابن حجر في الفتح ١٢/٣٠٣، وابن عبد البر في التمهيد ٢٣/٣٣٦. وسيأتي برقم ٢٦٥.
٢ الآية ١٠٣، آل عمران.
٣ الآية ٣٢ الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>