للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقوام باتباعهم الهوى، وإيثارهم للدنيا فمن أراد الله تعالى به خيراً فتح له باب الدعاء والتجأ إلى مولاه الكريم، وخاف على دينه وحفظ لسانه وعرف زمانه، ولزم الحجة الواضحة والسواد الأعظم ... "١.

ويبدو مما تقدم أن الراجح في الجماعة التي يراها عمر أنهم هم الصحابة رضوان الله عليهم، ومن سار على نهجهم، واقتفى آثارهم، وهذا هو الحق، لأن تلك الأقوال كلها تصدق على الصحابة، وتصدق على من سار على نهجهم.

ومن المهم ذكره هنا أن هذه الجماعة التي يقصدها عمر باقية إن شاء الله تعالى إلى قيام الساعة روى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله "٢.قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - مبينا أمر هذه الجماعة وهذه الطائفة-: "ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد، وأن يكونوا في بعض منه دون بعض، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أوّلاً فأوّلاً، إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر الله"٣.


١ انظر الآجري في الشريعة ص٥١-٥٢.
٢ البخاري مع الفتح ١٣/٤٤٢، رقم ٧٤٥٩.
٣ البخاري مع الفتح ١٣/٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>