للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهجرة، والجماعة، فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

ويتبين مما أثر عن عمر أنه كان يقصد بالعامة في تلك الآثار: "الجماعة" بدليل وصفه من خرج عنها بالضلال، ووصفه من تركها بأنه قد اتبع غير سبيل المؤمنين وهو من الهالكين، كما بين للخوارج أنهم لو كانوا أولاده من صلبه ثم خرجوا عن جماعة المسلمين وإمامهم لدق رقابهم قربة لله تعالى.

وهذا منه رحمه الله تعالى تطبيق لنص الحديث الشريف كما في صحيح مسلم أنه صلىالله عليه وسلم قال: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه"٢.

وكان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يحثون على لزوم الجماعة ويحذرون من الخروج عليها حرصا منهم على اتباع الكتاب والسنة، وتقديرا للعواقب، وتجنبا للفتنة ودرءا للمفسدة وحقنا لدماء المسلمين، وهذه كلها يجب على المسلم مراعاتها.

قال الآجري رحمه الله تعالى: "إن المؤمن العاقل يحتاط لدينه فالفتن على وجوه كثيرة، قد مضى منها فتن عظيمة نجا منها أقوام، وهلك فيها


١ انظر البخاري مع الفتح ١٣/٣١٦.
٢ مسلم ٤/٥٥٠ رقم (١٨٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>