للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: الجماعة هي الصحابة على الخصوص١.

وهذا ما كان يراه عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كما تبين من الآثار وكما ذكر ذلك عنه الشاطبي٢،ويدل على هذا أن إجماعهم حجة، والتمسك بسنتهم والسير على نهجهم من أسمَى المطالب، فالمتمسك بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان هم الجماعة في أي زمان وفي أي مكان، ومن خالف ما عليه أصحاب محمد صلىالله عليه وسلم فهو خارج عن الجماعة، لأن الله تبارك وتعالى يقول: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} ٣.

وقد حذر الرسول صلىالله عليه وسلم أصحابه من مخالفة سبيل المؤمنين والخروج عن جماعتهم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية" ٤. وروى الترمذي من حديث الحارث بن الحارث الأشعري فذكر حديثا طويلا وفيه: " ... وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: السمع والطاعة، والجهاد،


١ انظر الاعتصام للشاطبي ص٤٤٨- ٤٥١.
٢ المصدر السابق ص٤٤٨ -٤٥١.
٣ الآية ١١٥ من سورة النساء.
٤ البخاري مع الفتح ١٣/٥،رقم (٧٠٥٣) ،ومسلم ٤/٥٤٩،رقم ١٨٤٩ واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>