للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودلت عليه السنة الصحيحة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة جمعاء١ هل تحسون فيها من جدعاء"٢ ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه -: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم٣.

فالفطرة السليمة تقر بخالقها وتحبه وتتذلل له وتخلص له الدين وفيها قوة موجبة لذلك، وكذلك تقر بشرعه وتؤثر هذا الشرع على غيره. فهي تعرف هذا الشرع وتشعر به مجملا ومفصلا بعض التفصيل، فجاءت


١ جمعاء: أي سليمة من العيوب مجتمعة الأعضاء كاملتها فلا جدع ولا كي. النهاية في غريب الحديث، والأثر ١/٢٩٦ طبعة دار الفكر تحقيق طه أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناسي.
٢ جدعاء: أي مقطوعة الأطراف أو واحدها. ومعنى الحديث أن المولود يولد في نوع من الجبلة وهي فطرة الله تعالى وكونه متهيئا لقبول الحق طبعا وطوعا لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها فضرب لذلك بالجمعاء والجدعاء مثلا. يعني إن البهيمة تولد مجتمعة الخلق سوية الأطراف سليمة من الجدع لولا تعرض الناس إليها لبقيت كما ولدت سليمة. النهاية في غريب الحديث والأثر ١/٢٤٧.
٣ البخاري مع الفتح٣/٢١٩، رقم (١٣٥٨) ، ومسلم ٦/١٥٧-١٥٨رقم (٢٦٥٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>