للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسل تذكرها بذلك وتنبهها عليه وتفصله لها وتبينه، وتعرفها الأسباب المعارضة لموجب الفطرة المانعة من اقتضائها أثرها١.

ولا شك أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يُلَمِّح بقوله: الزم دين الصبي الذي في الكُتّاب والأعرابي والْهَ عمّا سوى ذلك تلك الفطرة السليمة التي لم تدنسها الأهواء ويؤيد ذلك ما مثل به رحمه الله تعالى من دين الصبي الذي بدأ يتعلم في الكتاب وهو بلا شك على فطرته السليمة, فلو سئل مثلا عن علو الله تبارك وتعالى لأجاب بالإثبات, وكذلك الأعرابي السليم الفطرة, فلو سئل عن ربه لأجاب بأنه تعالى عال على خلقه, فأمر رحمه الله تعالى من سأله عن الأهواء بأن يلتزم الفطرة، وأن لا يتدخل في متاهات أهل الأهواء الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.

والذي نَلْمَحُهُ عن أثر عمر هنا هو أرجح الأقوال في معنى الفطرة المقصودة في قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} فقد اختلف العلماء في المراد بالفطرة في هذه الآية إلى عدة أقوال٢، ذكرها الإمام ابن


١ انظر شفاء العليل ص٦٢٩- ٦٣٠.
٢ انظر هذه الأقوال بتوسع في عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان عرضا ونقدا تأليف سليمان صالح الغصن ط. دار العاصمة. ص٤٢٦- ٤٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>