للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه النصوص من الكتاب والسنة وأئمة السلف تحذرنا من اتباع الهوى والابتداع في الدين، ويظهر فيما سبق من الآثار المنقولة عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله الحرص الشديد في رد البدع والأهواء المضلة، فالتناجي في أمور الدين خارج جماعة المسلمين سمة من سمات أهل البدع ولله در عمر فقد وُفِّق في هذه الجملة المأثورة التي تعد كأنها من الإلهام. "إذا رأيت القوم يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة"

وهذه السمة سمة بارزة لأهل الأهواء والبدع في كل الأزمان والأوقات، وكما علم أن الأهواء المضلة مردودة بالكتاب والسنة فقد بين عمر رحمه الله تعالى أنها مردودة بالفطر السليمة التي لم تدنس بأفكار المنحرفين فقد أجاب من سأله عن شيء من الأهواء بقوله "عليك بدين الصبي الذي في الكتاب والأعرابي واله عما سوى ذلك".

هذا ولأصحاب الديانات الأخرى كاليهود، والنصارى، وغيرهم، ممن بدلوا دينهم، وحرفوا كتبهم أراء فاسدة متأصلة في نفوسهم، ولهؤلاء يد في ترويج البدع والأهواء، والآراء الباطلة التي ورثوها عن آبائهم فوُجِد في كثير منهم بعد دخولهم في الإسلام واندماجهم في المسلمين، آراء ضارة على الإسلام والمسلمين فكان عمر رحمه الله يحذر من ذلك بقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>