للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عما فرشنا للعامة فيما ولينا لدفقت دماءكم أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة فإنه يقول: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} ١، فهذا النصح إن أحببتم وإن تستغشوني فقديما ما استغش الناصحون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته٢.

التعليق:

يتبين من الآثار السابقة منهج عمر بن عبد العزيز في التعامل مع الخوارج، فمع خروجهم عليه وهو الخليفة الحق لم يحركهم، وإنما كتب إليهم وحذرهم من الخروج عن الجماعة الذين هم أهل الحق وقد أمر الله تبارك وتعالى بالاجتماع ونهى عن التفرق وأمر بلزوم الجماعة ونهى عن الخروج عنها وجعل إجماع هذه الأمة حجة فإذا اجتمعوا على أمير وجب طاعته وحرم الخروج عليه ما لم يأمر بمعصية ولم يظهر كفرا بواحا، وحذر نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم عن الخروج على الأئمة وأمر بطاعتهم في المنشط والمكره في غير معصية الله تعالى. روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رآى من أميره شيئا يكرهه


١ الآية ٨٣ من سورة القصص.
٢ ابن عبد الحكم سيرة عمر ص٧٥، وابن الجوزي سيرة عمر ص٩٩-١٠٠ باختلاف ألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>