المؤمن، وقد بينوا في المناظرة ضيق أفقهم حيث أوجبوا لعن أهل الذنوب ثم حصروا الموالاة والمعاداة عليه، وقد دحض عمر هذه الشبهة، ثم بين لهم المنهج الصحيح الذي كان يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس وهم عبدة أوثان فدعاهم إلى أن يخلعوا الأوثان، وأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن فعل ذلك حقن دمه، وأمن عنده، وكان أسوة المسلمين، ومن أبى ذلك جاهده؟ فهذا هو المنهج الصحيح في دعوة الناس إلى الإسلام، وليس اللعن، والبراءة لكل من ارتكب كبيرة سواء كان خطئا أو عمدا، ولذا اقتنع الحبشي وقال: ما رأيت حجة أبين ولا أقرب مأخذا من حجتك، أما أنا فأشهد أنك على الحق، وأنني بريء ممن خالفك.
ويتبين من المناظرات بَيْن عمر والخوارج أنه لم يترك لهم شبهة إلا كسرها وبين زيفها، وكشف عوارها، ويبدو أن بعض الخوارج يحملون قلوبا عميا، وآذانا صما، ونفوسا شريرة، أبعدتهم عن الحق، وصدتهم عن الهدى، وظنوا أن ما معهم هو الحق، وتأولوا القرآن على ما تميله نفوسهم، وقد بذل عمر جهده في مناظرتهم. هذا وقد بين عمر رحمه الله تعالى في مناظرته للخوارج عدة سمات اتصفوا بها ومنها: