للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذا يعجز الله وشر الدواب عند الله الصم، البكم، وقلتم لا حكم إلا لله، فالحكم لله العظيم، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ١،٢.

التعليق:

يتضح من الآثار السابقة مناظرات عمر بن عبد العزيز مع الخوارج، وقد سلك معهم في هذه المناظرات السابقة المسلك الصحيح الذي تبعه سلفنا الصالح كابن عباس، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وغيرهما من أئمة السلف حين ناظروا الخوارج٣، وبينوا لهم شبههم التي تعلقوا بها، ويبدو من الآثار السابقة أن عمر بن عبد العزيز قد طمع في رجوع هؤلاء الخوارج وقد دحض شبههم التي يظنونها أدلة ولاشك " أن الخوارج إنما أتاهم الخطأ والغلط من سوء فهمهم للقرآن ومقصودهم اتباع القرآن ظاهرا وباطنا، ولكنهم كما قال عمر رحمه الله قوم جهال يردون من الناس ما قبله الرسول منهم، ويأمن عندهم الخائف الكافر، ويخاف عندهم


١ الآية ٥٠ من سورة المائدة.
٢ البلاذرى: كتاب جمل من أنساب الأشراف ٨/٢١٢-٢١٥، والعيون والحدائق لمؤلف مجهول ص٤١-٤٢ من خلافة الوليد بن عبد الملك إلى خلافة المعتصم "ط" مكتبة المثنى ببغداد.
٣ انظر: مناظراتهم هذه في: البداية والنهاية ٤/٣٠٥-٣٠٨، و ٣١١-٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>