للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد الحافظ ابن حجر في الفتح: ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا١.

وروى البيهقي أن عليا رضي الله عنه كان لا يأخذ سلبا وإن كان يباشر القتال بنفسه وأنه كان لا يجهز على جريح، ولا يقتل مدبرا، وأمر أصحابه بأن لا يتبعوا مدبرا، ولا يحهزوا على جريح، ولا يغنموا مالا، وذلك لأن أموالهم لا تغنم، لأن الله تعالى إنما جعل الغنيمة في أموال الكافرين ولم يجعلها في أموال المصلين ولا يحل مال المسلم إلا بطيب نفس منه لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه"٢. وهذا هو الذي فعله عمر مع الخوارج كما سبق رسمه في الآثار.

هذا, ولعل الحكم على الخوارج يختلف باختلاف جرمهم وشناعة أقوالهم فمن أنكر منهم شيئا معلوما من الدين بالضرورة كالأزارقة الذين أنكروا الرجم فقد أثر عن عمر تكفيرهم.

هذا وللعلماء قولان بالنسبة للحكم على الخوارج:

١- أنهم كفار.

٢- أنهم فساق مبتدعون بغاة.


١ البخاري مع الفتح ١٢/٢٨٤.
٢ معرفة السنن والآثار ٦/٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>