للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} ١. فهذا إمام هدى ومن اتبعه شريكان وأما الآخر فقال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ} ٢، ولن تجد داعيا يقول تعالوا إلى النار إذًا لا يتبعه أحد ولكن الدعاة إلى النار هم الدعاة إلى معاصي الله فهل وجدت ياعمر حكيما يعيب ما يصنع، أو يصنع ما يعيب، أو يعذب على ما قضى، أو يقضي ما يعذب عليه أم هل وجدت رشيدا يدعو إلى الهدى ثم يضل عنه، أم هل وجدت رحيما يكلف العباد فوق الطاقة أو يعذبهم على الطاعة، أم هل وجدت عدلا يحمل الناس على الظلم والتظالم، وهل وجدت صادقا يحمل الناس على الكذب أو التكاذب بينهم كفى ببيان هذا بيانا وبالعمى عنه عمى ... " في كلام كثير ٣.

وهذه الرسالة من غيلان إلى عمر تبين الأفكار التي كان يقول بها القدرية وهي باختصار كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:


١ الآية ٧٣ من سورة الأنبياء.
٢ الآية ٤١ من سورة القصص.
٣ المنية والأمل ص١٥-١٦ وهو شرح كتاب الملل والنحل لأحمد بن يحيى المرتضى اعتنى بتصحيحه توماارنلد طبعة دار صادر بيروت ومطبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن سنة ١٣١٦هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>