للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعمال وأنكرتم أن يكون سبق لأحد من الله ضلالة أو هدى، وأنكم الذين هديتم أنفسكم من دون الله. وأنكم الذين حجزتموها عن المعصية بغير قوة من الله ولا إذن منه. فمن زعم ذلك فقد غلا في القول لأنه لو كان شيء لم يسبق في علم الله وقدره لكان لله في ملكه شريك ينفذ مشيئته في الخلق من دون الله والله سبحانه وتعالى يقول: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} ١، وهم له قبل ذلك كارهون {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ٢، وهم له قبل ذلك محبون، وما كانوا على شيء من ذلك لأنفسهم بقادرين ثم أخبر بما سبق لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليه والمغفرة له ولأصحابه فقال تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم} ٣، وقال تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} ٤، فلولا علمه ما


١ الآية ٧ من سورة الحجرات وذكر السيوطي في الإكليل في استنباط التنزيل أن ابن أبي حاتم ذكر هذه الآية بسنده إلى عمر بن عبد العزيز أنه احتج بها في الرد على القدرية. انظر: الإكليل ص٢٤١ ط. دار الكتب العلمية الطبعة الثانية عام ١٤٠٥هـ. وقد راجعت تفسير ابن أبي حاتم المطبوع فلم أجد ما ذكره السيوطي.
٢ الآية ٧ من سورة الحجرات.
٣ الآية ٢٩ من سورة الفتح.
٤ الآية ٢ من سورة الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>