للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} ١، فسبقت لهم الرحمة من الله قبل أن يخلقوا والدعاء لهم بالمغفرة ممن لم يسبقهم بالإيمان من قبل أن يدعوا لهم، ولقد علم العالمون بالله أن الله لا يشاء أمرا فتَحُول مشيئة غيره دون بلاغ ما شاء. ولقد شاء لقوم الهدى فلم يُضِلّهم أحد. وشاء إبليس لقوم الضلالة فاهتدوا وقال لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ٢، وموسى في سابق علمه أنه يكون لفرعون عدوا وحزنا فقال تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} ٣، فتقولون أنتم لو شاء فرعون كان لموسى وليا وناصرا والله تعالى يقول: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً} ٤، وقلتم لو شاء فرعون لامتنع من الغرق والله تعالى يقول: {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} ٥، مثبت ذلك عنده في وحيه في ذكر الأولين، كما


١ الآية ١٠ من سورة الحشر.
٢ الآية ٤٣-٤٤ من سورة طه.
٣ الآية ٦ من سورة القصص.
٤ الآية ٨ من سورة القصص.
٥ الآية ٢٤ من سورة الدخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>