للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون؟ أو تغني فيما لم يكن حتى يكون؟ فتعرف لكم بذلك حجة، بل الله أعز مما تصفون وأقدر وأنكرتم أن يكون سبق لأحد من الله ضلالة أو هدى، وإنما علمه بزعمكم حافظ وأن المشيئة في الأعمال إليكم إن شئتم أحببتم الإيمان فكنتم من أهل الجنة ثم جعلتم بجهلكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء به أهل السنة وهو مصدق للكتاب المنزل أنه من ذنب مضاه١، ذنبا خبيثا في قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله عمر: "رأيت ما نعمل أشيء قد فرغ منه؟ أم شيء نأتنفه" فقال صلى الله عليه وسلم: "بل شيء قد فرغ منه"٢. فطعنتم بالتكذيب له، وتعليم من الله في علمه إذ قلتم إن كنا لا نستطيع الخروج منه فهو الجبر، والجبر٣ عندكم الحيف، فسميتم نفاذ علم الله في الخلق حيفا وقد جاء الخبر: "إن الله خلق آدم فنثر ذريته في يده فكتب


١ لم يتبين لي المعنى ولعله يعني "مضى منه وانتهى".
٢ الحديث رواه ابن وهب في كتاب القدر له وصححه المحقق للكتاب انظر ص١١١ القدر لابن وهب تحقيق الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن العثيم ط. دار السلطان للنشر والتوزيع واللالكائي ٤/٦٠٠، وعبد الرزاق في المصنف ١١/١١١، والترمذي بلفظ آخر ٣/١٩٦.
٣ الجبر: قد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل في إطلاق هذه اللفظة فأجاد فأفاد ١/٦٦-٧٢ فارجع إليه فإنه مفيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>