للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الجنة وما هم عاملون وكتب أهل النار وما هم عاملون"١، وقال سهل بن حنيف يوم صفين: أيها الناس اتهموا آراءكم على دينكم فوالذي نفسي بيده لقد رأيتنا يوم أبي جندل ولو نستطيع رد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددناه والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلا أسهل بنا على أمر نعرفه قبل أمركم هذا٢.

ثم أنتم بجهلكم قد أظهرتم دعوة حق على تأويل باطل تدعون الناس إلى رد علم الله فقلتم الحسنة من الله والسيئة من أنفسنا، وقال أئمتكم وهم أهل السنة: الحسنة من الله في علم قد سبق، والسيئة من أنفسنا في علم قد سبق، فقلتم لا يكون ذلك حتى يكون بدؤها من أنفسنا كما بدء السيئات من أنفسنا، وهذا رد للكتاب منكم ونقض للدين، وقد قال ابن عباس حين نجم القول بالقدر هذا أول شرك هذه الأمة، والله ما ينتهي بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا، كما أخرجوه من أن يكون قدر شرا٣. فأنتم تزعمون بجهلكم أن من كان في علم الله ضالا


١ الحديث أو الأثر رواه ابن وهب في كتاب القدر عن أبي قلابة بلفظ مقارب. انظر القدر لابن وهب ص٨٢. ورواه عبد الله بن الإمام في السنة ٢/٤٢٣ بنفس اللفظ الموجود هنا والآجري في الشريعة ص٢٠٠.
٢ الأثر رواه البخاري مع الفتح ٦/٢٨١ برقم (٣١٨١) .
٣ الأثر رواه اللالكائي ٤/٦٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>