للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علم الله الذي قد خلا في خلقه {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} وذلك كان موقفهم عنده أن يهلكوا بغير قبول، بل الهدى والضلالة والكفر والإيمان، والخير والشر، بيد الله يهدي من يشاء ويذر من يشاء في طغيانهم يعمهون، كذلك قال إبراهيم عليه السلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} ١، وقال عليه السلام: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} ٢ أي أن الإيمان والإسلام بيدك وأن عبادة من عبد الأصنام بيدك فأنكرتم ذلك وجعلتموه ملكا بأيديكم دون مشيئة الله عز وجل.

وقلتم في القتل إنه بغير أجل، وقد سماه الله لكم في كتابه فقال ليحيى: {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً} ٣، فلم يمت يحيى إلا بالقتل وهو موت كما مات من قتل منهم شهيدا أو قتل عمدا أو قتل خطأ كمن مات بمرض أو فجأة، كل ذلك موت بأجل توفاه، ورزق استكمله وأثر بلغه، ومضجع برز إليه {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاََّ بِإِذْنِ اللَّهِ


١ الآية ٣٥ من سورة إبراهيم.
٢ الآية ١٢٨ من سورة البقرة.
٣ الآية ١٥ من سورة مريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>