للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشيئة حيث توهموا بأن للعباد مشيئة مستقلة عن مشيئة الله تعالى فرد عليهم بأن مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله بدليل قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ١.

وقد رد على هؤلاء القدرية في جوانب متعددة تتعلق بضلالهم في فهم علم الله تعالى حيث جعلوا علم الله لغوا لأنهم جعلوا أنفسهم هي الخالقة المحدثة للحسنات والسيئات، وجعلوا نعمة الله الدينية على المؤمن والكافر سواء، وأنه لم يعط العبد إلا قدرة واحدة تصلح للضدين، وليس بيد الله هداية خص بها المؤمن، أو تطلب منه بقول العبد {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ٢، وأن علمه تعالى لا يتعلق بهداية ضال ولا إضلال مهتد٣.

وقد أكثر رحمه الله تعالى في الرد على المكذبين بالقدر بآيات كثيرة ولوضوح هذه الرسالة وبلاغتها وسلاسة أسلوبها وعذوبة ألفاظها وظهور معانيها وقوة ما فيها من الحجج المقنعة في الرد على المكذبين بعلم الله السابق وصفت واشتهرت بأنها رسالة بليغة في الرد على القدرية، وقد اشتملت على إيضاح مسائل كثيرة لها صلة بالانحراف في باب القدر،


١ الآية ٢٩ من سورة التكوير.
٢ الآية رقم ٦ من سورة الفاتحة.
٣ انظر مجموع الفتاوى ٨/٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>