للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل الفعل وجعلوها صالحة للضدين، ولا تقارن الفعل أبدا١. وبين عمر كذلك ضلال القدرية في فهم الآجال والأرزاق حيث قالوا إن المقتول لم يمت بأجله، وأن الله تعالى وقت لهم الأرزاق والآجال لوقت معلوم فمن قتل قتيلا فقد أعجله عن أجله ورزقه لغير أجله، وبقي له من الرزق ما لم يستوفه ولم يستكمله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا٢. فرد عليهم عمر بقوله: " وقلتم في القتل إنه بغير أجل، وقد سماه لكم في كتابه فقال ليحيى: {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً} ٣، فلم يمت يحيى إلا بالقتل وهو موت كما مات من قتل منهم شهيدا، أو قتل عمدا، أو قتل خطأً كمن مات بمرض أو فجأة كل ذلك بأجل توفاه، ورزق استكمله، وأثر بلغه، ومضجع برز إليه {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً} ٤، ولا تموت نفس ولها في الدنيا عمر ساعة إلا بلغته، ولا موضع قدم


١ انظر التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص١٨٦.
٢ انظر المصدر السابق ص١٨٦.
٣ الآية ١٥ من سورة مريم.
٤ الآية ١٤٥ من سورة آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>