للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطأً قبيحا، فإن العبد له مشيئة وهي تابعة لمشيئة الله تعالى كما ذكر الله في عدة مواضع من كتابه. قال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ١، وقوله عز وجل: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّه} ٢، وقوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ٣. والواقع أن الخطأ في هذه المسألة ناشئ عن عدم التفريق بين الاستطاعتين فالاستطاعة المشترطة للفعل هي الاستطاعة الشرعية وهي التي عليها مناط الأمر والنهي، والثواب، والعقاب، وعليها يتكلم الفقهاء، وهي الغالبة في عرف الناس٤.

أما الاستطاعة المقارنة للفعل الموجبة له فهي الاستطاعة الكونية، وهي التي عليها مناط القضاء والقدر، وبها يتحقق وجود الفعل٥، فعدم تفريقهم بين هاتين الاستطاعتين أوقعهم فيما وقعوا فيه فجعلوا الاستطاعة


١ الآيتان ٥٥- ٥٦ من سورة المدثر.
٢ الآيتان ٢٩-٣٠ من سورة الإنسان.
٣ الآيتان ٢٨- ٢٩ من سورة التكوير.
٤ انظر مجموع الفتاوى ٨/٣٧٢- ٣٧٣.
٥ انظر: مجموع الفتاوى ٨/٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>