للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما بعد: فلا تدعن صليبا ظاهرا، إلا كسر، ومحق، ولا يركبن يهودي ولا نصراني على سرج، وليركب على إكاف، ولا تركبن امرأة من نسائهم على رحالة، وليكن ركوبها على إكاف، وتقدم في ذلك تقدما بليغا، وامنع من قبلك فلا يلبس نصراني قباء، ولا ثوب خز ولا عصب، وقد ذكر لي أن كثيرا ممن قبلك من النصارى قد راجعوا لبس العمائم، وتركوا المناطق على أوساطهم، واتخذوا الجمام والوفر١، وتركوا التقصيص، ولعمري لئن كان يصنع ذلك فيما قبلك، إن ذلك بك لضعف، وعجز، ومصانعة، وإنهم حين يراجعون ذلك ليعلموا ما أنت فانظر كل شيء نهيت عنه فاحسم عنه من فعله والسلام٢.

التعليق:

هذه الآثار تدل على مدى سعة فكر عمر بن عبد العزيز وفقهه وعلى التسامح الذي أشاعه بين الناس من ناحية موقفه من أهل الذمة حيث أنه


١ هو الشعر المجتمع على الرأس، أو ما جاوز شحمة الأذن، المعجم الوسيط ص (١٠٤٦) .
٢ أبو يوسف في الخراج ص ٢٧-٢٨. وأبو يوسف هو: يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة المتوفى ١٨٣هـ انظر مقدمة كتاب الخراج ط. دار المعرفة بيروت.
وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي صدوق يخطئ ورمي بالقدر. تقريب ص٣٣٧، وأبوه ثابت بن ثوبان العنسي، ثقة. تقريب ص١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>