للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يعاملهم بالرفق، وعدم إرهاقهم بما يشق عليهم ترغيبا لهم في الإسلام، وكذلك أيضا قد عف عن ما في أيديهم. وكان همه الإسلام أولا، لا الجزية، وإثراء بيت المال، فقد أمر عماله أن يضعوا الجزية عن الذمي إذا أسلم حتى ولو كانت تلك الجزية في الميزان، وقد عوضه الله بخير عميم فامتلأت خزائنه بالمال لحسن نيته حيث كان ينفق المال بسخاء للمحتاجين، على اختلافهم فيساعد من يحتاج من المزارعين الذميين ما يتقوون به على الاستفادة من أراضيهم، وغير ذلك من الأعمال التي تذكر له تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه رضي الله عنهم، وهذا دلالة على أن من ترك شيئاً لله عوضه الله بخير منه. ولهذا أصبح عمر رحمه الله مثال الحاكم العابد، والزاهد، العفيف. وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نعامل أهل الكتاب معاملة حسنة لا سيما الذين لم يقاتلونا في الدين فقال: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ١.


١ الآية ٨ من سورة الممتحنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>