وقوانين طبيعية وكيماوية أودعها الله الواحد القهار في هذه البسيطة فمن ذللها وهيأها؟ أإله مع الله؟ كلا.
ورزق الناس من السماء يتمثل في صور منها:
الضوء والحرارة.
والمطر.
والمد والجزر في البحار.
والهواء والرياح.
من الذي سخرها وأهداها؟
أإله مع الله؟ كلا.
إنهم ليعجزون عن إقامة برهان وهو عجز مستمر منذ طرح هذا السؤال في البيئة الأولى لمولد الدعوة حتى يوم القيامة وفي كل عصر وزمن فإن الفطرة السليمة تنطق {خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} .
إنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد لا شريك له ولا ولد وهكذا يجلو القرآن الكريم فطرة الإنسان؛ لتصفو صفحة العقل من ترهات التقاليد والعادات, وتتخلص خلايا المخ من مواريث الآباء والأجداد, وهنا يظهر المنهاج القرآني الذي استخدم في هذه المرحلة.
إنه كشف حقائق الكون وحقائق النفس حتى لكأنها تبدو إطارا واحدا يأخذ بالقلوب ويوقظ الفطرة ويجلو العقل ويستجيش الوجدانات ويبرز مركوز الحقائق في المشاعر التي تغشيها الغفلة