للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعين الخائنة تجتهد دائما في إخفاء خيانتها ولكنها لا تخفى على الله، والسر المستور تخفيه الصدور ولكنه مكشوف لعلم الله، حتى السر الذي لا تدركه العقول مما سيخفيه المرء مستقبلا ولايدركه في يومه مكشوف لعلم الله إنه يعلم السر وأخفى.

إن الله له ملك السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، لله ما في الوجود كله, وإذن، فيعلم السر وأخفى، جزء من هذا الذي له ويملكه في السموات وفي الأرض، وما بينهما وما تحت الثرى، وبين المستور في كل هذا والمستور في الصدر انسجام يتسق في الفكر يصور مفهوم العلم لله جل شأنه أنه لا يدع شاردة ولا واردة إلا أحصاها١.

{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} ٢.

{عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ٣.

قال ابن كثير: "أي يعلم عدد القطر النازل في أجزاء الأرض والحب والبذور والكامن فيها، ويعلم ما يخرج منها من ذلك عدده وكيفيته وصفاته أي الجميع مندرج تحت علمه فلا يخفى عليه شيء"٤.


١ في ظلال القرآن ج١٦ ص٦٤، ٦٥.
٢ الآية رقم ٢ من سورة سبأ.
٣ من الآية رقم ٣ من سورة سبأ.
٤ ابن كثير ج٣ ص٥٢٥.

<<  <   >  >>