إن كل حي في الكون الأرضي يجد ما يلبي حاجته ويسمح له بالحياة. عمل بالنهار ليبتغي الحي من فضل الله، وراحته وسكينته بالليل لينام ويهدأ ليزاول بكرة نشاطه من جديد. فمن الذي يسمع لهذه الآيات؟
والبرق مصدر خوف وطمع وهما شعوران فطريان يتعاوران على النفس البشرية أمام تلك الظاهرة.
والعربي في صحرائه الشاسعة أحوج ما يكون إلى قطرة الماء؟ والبرق علامة الغيث في السحاب ولكنه كذلك علامة الصاعقة التي دمرت قوم عاد.
ففي البرق الخوف والرجاء يوقظان الشعور والتعقل ليدركوا من المدبر لهذا الملكوت الجليل.
والسموات والأرض يقومان في انتظام سليم مقدر الحركات آية من آيات التدبير والتصريف الإلهي, فمن يملك أن يدعي أنه هو أو سواه مطلقا يفعل هذا التدبير والتصريف في قيام السموات والأرض؟
إن السموات والأرض تقومان بأمره ملبيتان طائعتان ساجدتان لأوامر الله جل شأنه دون انحراف أو اضطراب أو تلكؤ.
وكل من الكون، في السموات أو في الأرض قانت إن طوعا أو كرها، إنهم جميعا محكومون بسنن الله في كونه حتى ولو كانوا عصاة مثل معاندي الدعوة في مكة المكرمة فإنما عقولهم تعصي وقلوبهم تكفر ولكنهم مع هذا العصيان والكفر محكومون بالناموس الإلهي