للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحياة على هذه الأرض لعلهم يدركون قيمة هذه النعمة فيعبدون الله وحده ولا يشركون به أحدًا.

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} ١.

فينبههم القرآن الكريم بلطفه اللطيف وكأنه يربت على عقولهم وعواطفهم، بل كأنه يفتح لهم جفون أعينهم ويمسك بأيديهم إلى الدلائل فيقول لهم في استفهام شامل لكل المعاني:

{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ٢.

وهو مشهد مكرر مألوف، ولكن القرآن هنا ينبههم إلى عجيبة من آثار القدرة الآلهية التي لا يتدبرونها.

فمن الذي يمسك الطير في جو السماء؟

إنها النواميس الإلهية التي أودعها الله فطرة الطير وفطرة الكون، إنها نعمة الله التي وهبها للطير أن يطير وللجو أن يناسب طيرانه.

فالقلب المدرك لهذه العجيبة المكررة يوميا يراها في كل يوم آية على وحدانية الخالق المتصرف في هذا الملكوت المنعم على خلائقه كلها بجليل النعم.


١ الآية رقم ١٠٥ من سورة يوسف.
٢ الآية رقم ٧٩ من سورة النحل.

<<  <   >  >>