ووصل بهم إلى الدرجة الطبيعية أن اختاروا الله ورسوله على جميع القيم والمعايير والأوامر في المجتمع الجاهلي.
وهيأ لهم القدر المالي الذي يسعفهم على العيش لينئيهم عن ضغط المعاندين وأذى الكافرين.
وفي هذا الجو من العرض تبدو هنا ظاهرة واضحة, هي أن الدعوة لم تكن سرية كما ذكر ذلك جلة الكاتبين في التاريخ والسيرة.
فقد كانت مكة كلها على علم بأن محمدا يكلم من السماء.
وقد نقل أبو سفيان إلى أمية بن الصلت خبر نبوة محمد بعد أن رجع إلى مكة, وأخبرته هند بأمر النبوة.
وكان "ورقة" يستعجل نبوة محمد بشعر مستفيض.
وزيد بن عمرو، وبحيرا ونسطورا وميسرة وخالد بن سعيد وجمع غفير من الناس يعلمون أن نبوة خاتمة ستظهر.
قال في الخصائص:
قال العباس: خرجت في تجارة إلى اليمن في ركب فيهم أبو سفيان بن حرب, فورد كتاب من حنظلة بن أبي سفيان فيه أن محمدا أقام بالأبطح فقال:"أنا رسول الله أدعوكم إلى الله" , ففشا ذلك في مجلس اليمن, فجاءنا حبر من اليهود, فقال: بلغت أن فيكم عم هذا الرجل الذي قال ما قال؟ قال العباس:
فقلت نعم: قال أنشدك هل كانت لابن أخيك صبوة وسفهة؟ قلت: لا وإله عبد المطلب, ولا كذب, ولا خان, وإن كان اسمه عند قريش "الأمين".