للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن معنى هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدث استقطابا حول الدعوة وصل إلى أطراف البيئة, إذ خشيت جماعة الكافرين في مكة من انجذاب الحجاج القادمين من الخارج الذين سمعوا عن الإسلام إلى الدخول فيه, فألهب ذلك قلوب قريش خوفا وهلعا وحيرهم في التعرف على رأي يتفقون عليه؛ ليكون وسيلة إعلام مضادة يشككون بها في دعوة الإسلام.

وما تحير الوليد بن المغيرة على علو منزلته وشرفه في القوم إلا لمعرفته بالحق الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكنه العمى الذي يختم به الشيطان على القلوب والصدور, ومع أنه قد نفى السحر أولا لكنه لم يجد له مخرجا من استخدامه إفكا وتعنتا ضد الدعوة الإسلامية.

ومع هذا فإن الأحداث التي وقعت فيما بعد تبرهن على فشل المواجهة التي شنها الكافرون وأن الاستقطاب الذي أحدثته الدعوة الإسلامية حول مبادئها قد أثمر.

ففي الخصائص الكبرى: أن الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث أنه قدم مكة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بها فمشى إليه رجال من قريش وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا, فقالوا له: إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا فرق جماعتنا وشتت أمرنا, وإنما قوله كالسحر يفرق بين المرء وأبيه, وبين الرجل وأخيه، وبين الرجل وزوجه, وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما دخل علينا, فلا تكلمه ولا تسمعن منه.

<<  <   >  >>