كل حركة فيها ابتغاء وجه الله, ويبرهن في كل مصيبة يأتي بها الأعداء أن الدعوة ما تقصد إلا تكريمهم وتوقيرهم وإعزازهم واحترامهم، ففي الشفا:
روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كسرت رباعيته وشج وجهه الكريم يوم أحد شق ذلك على أصحابه, وقالوا: لو دعوت الله عليهم.
فقال عليه الصلاة والسلام:
"إني لم أبعث لعانا ولكن بعثت داعيا ورحمة, اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون" ١.
إنهم حقا لا يعلمون طريق الحق فما زالوا في غواية النفس، ولا يعرفون قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- فما زالوا في حجاب من الجاهلية الأولى ولا يعرفون حقيقة الإسلام فقد طمسوا قلوبهم بثقافة الأجداد، وجعلوا على سمعهم ختما, وران على قلوبهم ما كان به يأفكون.
لقد كان السلوك المطابق هو منهج العمل مع الجماعة الذي كان يوصي به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القيادة التي تحمل معه في حقل الدعوة الإسلامية مسئولية العمل، لما أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي وعاد إليه قومه يدعوهم إلى الإسلام, فأبطئوا عليه, فأنف الطفيل منهم ذلك الإبطاء, فهو رجل وجيه في قومه وإنه للبيب ذكي مشهور بالألمعية