للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفطنة والرجاحة, وما كان يظن أن قومه يلبثون مليا إذا دعاهم إلى الإسلام حتى يجيبوا داعي الله, فلما أبطئوا عليه جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة, فقال له: يا رسول الله! إنه قد غلبني على دوس الزنا فادع الله عليهم.

لقد ضاقت نفس الداعية, ونفد صبره, وكره من قومه الاستمرار في الضلالة والانحراف, ولكنه هو ذاتيا واثق من دعوته ومبادئه, فاستعان برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الله عليهم ليهلكهم.

ولكنه منطق لا يتفق مع عالمية الإسلام واستمراره إلى يوم القيامة, فليس بعد الإسلام دين آخر, حتى يهلك هؤلاء, ثم يأتي قوم آخرون, ولهم نبي آخر كما فعل بأشياع الكافرين في الغابر.

إنه دين خاتم ورسالة سرمدية إلى يوم القيامة, ومنهج يربي ويسوس ويبني لخير الإنسانية كلها.

ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم:

"اللهم اهد دوسا".

ثم قال للطفيل:

"ارجع إلى قومك, فادعهم, وارفق بهم" ١.


١ السيرة لابن كثير ج٢ ص٧٤، الحلبية ج١ ص٤٠٣، ٤٠٤، الروض الأنف ج٣ ص٣٧٨، الروض الأنف ج٣ ص٣١٧، الوفا ج١٢ ص٢٠٦.

<<  <   >  >>