للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحسين رضي الله عنه وهو يستشهد، كان في تلك الصورة مفجعة عظيمة من جانب, ولكنها كانت من جانب آخر نصرا عظيما له.

في الصورة الظاهرة وبالمقياس الصغير كانت هزيمة، فأما في الحقيقة وبالمقياس الكبير فقد كانت نصرا، فما من شهيد في الأرض تهتز له الجوانح بالحب والعطف، وتهفو القلوب له وتجيش بالغيرة والفداء من أجله كالحسين بن علي رضي الله عنه يستوي في ذلك المتشيعون وغيرهم من كثير من المسلمين.

وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر إيمانه ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها الحسين باستشهاده.

وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة ويحفز الألوف إلى الأعمال الجليلة بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه فتبقى دائما حافزا محركا للأبناء والأحفاد, بل ربما كانت محركا لخطا التاريخ كله على مدى الأجيال, وذلك نصر كبير بحمد الله.

إننا اليوم في حاجة كبيرة إلى أن نراجع ما استقر في تقديرنا من الصور والقيم لمعنى النصر قبل أن نسأل: متى نصر الله؟ وأين وعد الله؟

إن هناك حالات كثيرة يتم فيها النصر في صورته الظاهرة القريبة حين تتصل هذه الصورة الظاهرة القريبة بصورة باقية ثانية. لقد

<<  <   >  >>