للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال في شرح المواهب:

وهذا من مزيد شفقته وحلمه وعظيم عفوه وكرمه١.

ولم تكن جهودا ضائعة ولا دعوة فارغة بل كانت واجبات تؤدى وثمارها مطوية مكنونة في علم الله, فقد استجاب في هذه الحملات رجال من أهل طيبة استروحوا لنسائهم الإيمان في صدورهم, فحملوها إلى قومهم في يثرب طيبة وكان في مقدمة هذه البشائر:

سويد بن الصامت: أخو بني عمرو بن عوف من الأوس قدم مكة حاجا أو معتمرا فعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام والإيمان, فقال للنبي عليه الصلاة والسلام لعل الذي معك مثل الذي معي, فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "وما الذي معك؟ ". فقال: مجلة لقمان يعني حكمة لقمان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أعرضها علي"، فعرضها عليه، فقال: "إن هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل منه، قرآن أنزله الله عز وجل عليّ هو هدى ونور". فتلا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه وقال: إن هذا لقول حسن، ثم انصرف, فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن قتلته الخزرج, وكان رجال من قومه يقولون: إنا لنرى أنه قتل وهو مسلم٢.


١ المواهب ج١ ص٢٩٨، راجع الدرر ص٦٨، تاريخ الطبري ج٢ ص٣٤٥ الحلبية ج١ ص٣٩٥، ٣٩٦.
٢ الدلائل البيهقي ج٢ ص١٦١، ١٦٢، الدرر ص٧٠، راجع السيرة لابن كثير ج٢ ص١٧٣، ١٧٤.

<<  <   >  >>