للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال صاحب الحلبية:

وفي كلام بعضهم أنه آمن بالله ورسوله وسافر حتى دخل المدينة إلى قومه, فشعروا بإيمانه فقتلته الخزرج بغتة١.

وإياس بن معاذ وهو فتى من فتيان بني عبد الأشهل قدم مكة مع أبي الحيسر أنس بن رافع الذي جاء يلتمس من قريش حلفا على قومهم من الخزرج عندما تصدى لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كعادته ليبلغهم الإسلام ويدعوهم إلى الإيمان، قال إياس وهو غلام حدث: يا قوم هذا والله خير مما جئتم له, فغضب عليه شيخ الوفد أبو الحيسر, فأخذ حفنة من تراب البطحاء فضرب بها وجهه٢.

قال في الحلبية: فلما دنا موت إياس صار يحمد الله ويسبحه ويهلله وتكبره حتى موت٣.

قال البيهقي: قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضرني من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره، ويحمده، ويسبحه، حتى مات وكانوا لا يشكون أنه قد مات مسلما.

كان قد استشعر من الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ما سمع٤.


١ الحلبية ج٢ ص٧.
٢ راجع السيرة لابن كثير ج٢ ص١٧٥، الكامل في التاريخ ج٢ ص٩٥ تاريخ الطبري ج٢ ص٣٥٣.
٣ الحلبية ج٢ ص٧.
٤ الدلائل للبيهقي ج٢ ص١٦٣، راجع السيرة لابن هشام ج١ ص٤٢٨.

<<  <   >  >>