للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي والله لا أفعل١.

إن أبا جهل يؤكد معرفته للنبوة وأن ما يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حق مشهود له, ولكنه ما زال يردد عصبيته لقومه وقبيلته، وأن النبوة شرف ضاع من بني مخزوم كما ضاع من بني ثقيف.

إن أبا أمية وأبا جهل معا يعرفان أن محمدًا رسول الله حقا وصدقا، ولكن قوميتهما وعنصريتهما وتعصبهما لقومهما أضاع عليهما نعمة الإيمان وحلاوة الإسلام.

٤- جاهلية المقاييس:

أ- اقتراح نبي خاص:

{وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ٢.

لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذؤابة قريش, ثم كان من ذؤابة بني هاشم, وبنو هاشم في العلية من العرب, وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سناما في الذؤابة العلية معروفا بسمو الخلق في بيئته قبل البعثة, لكنه ما كان زعيم قبيلة, ولا كان رئيس عشيرة لم يكن واحدا في مشيخة العرب وبيئتهم تعتز بمثل


١ السيرة لابن كثير ج١ ص٥٠٦-٥٠٧, راجع حول هذا كتاب تاريخ مكة السباعي ص٤٨ وما بعدها.
٢ الآية رقم ٣١ من سورة الزخراف.

<<  <   >  >>