والوفاءُ بالعهد. وإقامة العدل أحكام قررها الإسلام في العهد المكي واستقرت على ما هي عليه في العهد المدني.
وكذلك رعاية الأسرة والأبناء له مثل هذا المستوى والتفصيل في سورة النور الذي يتعلق بالعورة, ومخالطة الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم بالوالدين ... إلخ, إنما استلزمته الحياة الإسلامية في المدينة حيث استقرت الأسرة الإسلامية في كنف الدولة الإسلامية التي قامت واستقرت بعد فتح مكة حيث زال الشرك نهائيا, ولم يبق إلا تأمين الحدود على الدولة الشابة ثم الانطلاق لتبليغ الرسالة إلى الأمم المجاورة.
والمسئولية التي قررها العهد المكي هي هي كما جاءت في العهد المدني وكذلك التوبة بجانبيها: توبة من الذنب، وتوبة للطاعة. {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين} ١.
قال الإمام الشاطبي:
المشروعات المكية وهي الأولية كانت في غالب الأحوال مطلقة غير مقيدة وجارية على ما تقتضيه مجاري العادات عند أرباب العقول, وعلى ما تحكمه قضايا مكارم الأخلاق من التلبس من كل ما هو معروف عن كل ما هو منكر في محاسن العادات فيما سوى ما العقل معزول عن تقريره جملة من حدود الصلاة وما أشبهها, فكان أكثر ذلك موكولا إلى أنظار المكلفين في تلك العبادات ومصروفا إلى اجتهادهم