للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يزخر بالنداوة والرحمة والأنس والقوة والعزة والثراء، نبع الإيمان بالله والطمأنينة إليه, والتوكل عليه, والاحتماء بركنه الشديد، واللجوء إلى مدد في ساعات الضيق والكربة، ومن جانب آخر فهو توجيه إلى الجماعة الإسلامية لتترك الأمر كله لله يتولى القضاء والفصل فيه، وبذلك يهون تحمل المساءات والنزوات الحمقاء من المطموسين عن النبع الإيماني السلسبيل المؤنس.

وتمضي الجماعة الإسلامية في غير ما ضيق ولا ثقل, وهي تحمل المشعل الهادي وتسير تدعو إلى الله على بصيرة, وهي تستعذب هذه الرحلة في سبيل الله, وقد جاءتها النداءات الربانية تملؤها يقينا وثباتا.

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ١.

فتدرك الجماعة الإسلامية أن النهوض بواجب الدعوة إلى الله في مواجهة الجاهلية التي تعتز بقوميتها وثقافتها وعنصريتها واستكبارها على الحق أمر شاق, ولكن شأنه عند الله عظيم، فما أحسنها من كلمة وما أعظمها من رسالة.

{مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .


١ الآيات رقم ٣٣-٣٥ من سورة فصلت.

<<  <   >  >>