للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقوم عليها أمر المسلمين، ولا ينبغي لمسلم, ولا لجماعة مسلمة أن تخرج على هذا المبدأ.

فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد نزل على مشورة الشباب المتحمس يوم مناقشة خطة الدفاع عن المدينة, ولما لبس لأمة الحرب, وأحس الشباب أنهم مارسوا أسلوبا قاسيا في مناقشة الرسول عليه الصلاة والسلام قالوا استكرهنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلنرد الأمر إليه, فلما خرج إليهم متقلدا سيفه ندم الطالبون لخروجه على ما صنعوا وقالوا ما كان ينبغي لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت, فقال عليه الصلاة والسلام: "ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه" ١.

يقول الآلوسي عن علي كرم الله وجهه قال: قلت: يا رسول الله! الأمر ينزل بنا بعدك فيه قرآن, ولم يسمع منك فيه شيء؟ قال: "اجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد" ٢، ومن ثم كانت الجماعة الإسلامية في مكة تحمل من خصائصها الذاتية مبدأ الشورى كطابع أصيل للجماعة فوق أنه نظام سياسي للدولة فيما بعد.

ونجد في هذه الآيات المكية {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} .


١ محمد رسول الله، لرضا ص١٩٢ الكامل في التاريخ ج٢ ص١٥٠ الدرر ص١٥٤.
٢ روح المعاني ج٢٥ ص٤٦.

<<  <   >  >>