للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما يريده منهم حتى أصبحوا له عبيدا لا يملكون مالا ولا نفسا ولا تصرفا ما إلا برضاه، فهم لا يحاربون ولا يصالحون إلا لله وبإذنه، ولا يرضون ولا يسخطون، ولا يعطون ولا يمنعون إلا من أجله وفي سبيله ولا يصلون ولا يقطعون شيئا إلا إذا وافق أمره، هذا هو الإيمان الذي تشير إليه الآيات المكية، وتجعله صفة أساسية للجماعة التي رباها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واختارها الله جل شأنه لقيادة البشر.

فهم: على ربهم يتوكلون.

فتوكلهم في كل ضرب من ضروب الحياة مقصور على ربهم الذي اختارهم ورباهم ورضي عنهم ورضوا عنه, فهم مستيقنون أن لا أحد في الوجود يفعل فعلا ما إلا بمشيئته ولا يمكن أن يقع شيء ما في ملكه إلا إذا أراده.

{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} ١.

{إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} ٢.

وهذا الشعور ملازم لمعنى لا إله إلا الله ثم هو ضروري لكل أحد يتصدى العمل في الدعوة الإسلامية عليه أن يقف رافع الرأس لا يحنيها إلا الركوع أو سجود لله, وهو مطمئن القلب لا يرجو ولا يرهب أحدًا سوى الله.


١ الآية رقم ٣٠ من سورة الإنسان.
٢ الآية رقم ٢٩ من سورة التكوير.

<<  <   >  >>