للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسرعت اليهودية إليهم وهي تحمل التوراة المحرفة، فأنكرها ووقفوا ينظرون إليها بازدراء، بل ولوا ظهورهم لجماعة منهم أعلنوا أنهم الحنفاء على ملة إبراهيم مختتنين متخذين الوحدانية دينا لهم، ولكن مشيخة العرب نأوا في فردوسهم العجيب وفي لياليهم الصافية في قلب الصحراء عن كل هذا.

كان يكفيهم أن يعبدوا الأصنام زلفى إلى الله.

كانوا يتشوقون إلى صوت النبي الأخير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أنفسهم من ولد إسماعيل يتلو عليهم آياته ويزكيهم"١, اهـ.

وإذن فدعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى توحيد الله ليست بدعا من الأمر فهي تطهير للفكرة التي آمنوا بها وإزالة للأوشاب والشوائب التي رانت عليها وتنزيه لله جل شأنه عما اخترعوه لأنفسهم من نظام تعبدي لا يتفق مع جلال الله وقدسيته.

فمعنا الآن قضيتان:

الأولى: نسبة العرب إلى سيدنا إبراهيم وتفاخرهم بهذا النسب.

الثانية: ادعاؤهم أنهم على دين إبراهيم٢.

ومن هنا فإن القرآن في معالجته لهذه المرحلة من التفكير قد ركز على استخدام سيدنا إبراهيم عليه السلام موقف العداء من كل شيء يعبد سوى الله سبحانه وتعالى.


١ نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام للدكتور علي سامي النشار ج١ ص١، ٢، ط رابعة، عام ١٩٦٩م.
٢ في ظلال القرآن ج٢٥ ص٧٣.

<<  <   >  >>