من الحق شيئا، وبذلك سبق الإسلام العلم الحديث في اتخاذه الحواس الخمس فقط، كأدوات للبحث وتركه الفؤاد كأداة للبحث العلمي الروحي.
لقد زاوج الإسلام بين العلمين المادي والروحي ومنح الإنسان كلا الوسيلتين لكلا العلمين.
فلتنزوي حضارة السمع والبصر فإن نهايتها حثالة يتأفف منها القائمون على شأن النظافة في المدن الحديثة، ولتسمو علوم الروح, فإنها كلم طيب يصعد إلى الله مع الملائكة.
والعلم المادي في الإسلام تركة يورثها المسلم للمجتمع؛ لتكون له في صحائف أعماله حسنات طيبات يوم القيامة.
العمل مع الجماعة له قانون يبدأ من ثقة الداعية بنفسه, وينتهي إلى تحمل مشاق العمل في سبيل توصيل المبادئ للمجتمع بالحسنى والحكمة والجدل المهذب وتقديم عون الضعفاء والمساكين، وترقيق قلوب أعضاء الجماعة، والوصول بهم إلى أخوة في الله يستعدون معها لبذل الروح والمال والأهل من أجل إعلاء كلمة الله، ولقد سبق الإسلام جميع النظريات التي تعمل مع الجماعة في إيجاد هذا النموذج الذي حقق العبودية لله, وفتح الله في أرضه ملكا واسعا يقوم على "لا إله إلا الله محمد رسول الله", ليس وراءها طمع في مال أو جاه أو دنيا.
وما أحوج مجمع البحوث الإسلامية في العصر الحديث ليربي قيادات تعمل بهذا المنهج لتنهي دولة الأصنام في جنوبي شرقي آسيا التي تضغط