الحضارمة الذين نزلوا مصر. وقد عرف الحضارمة بتشيعهم للامام علي وقد تبوّءا عدد منهم مراكز ادارية مهمة في مصر. ولا نعرف ميول أبي محمد هذا الشيعية ويبدو من نصّ الرسالة أنه لم يكن زيديا. والرسالة قطعة ادبية فنية متميزة يحاول فيها إبراهيم بن أبي يحيى كسب تأييد أبي محمد الحضري لقضية يحيى بن عبد الله مؤكدا العقيدة في حبّ آل البيت وعصمتهم، ويحذره من الغلو في حبهم والافراط فيه والابتعاد عن «أهل الفرية من الرافضة الغلاه»، وقد بيّنت إلى أنّ هذا قد يشير إلى ميول أقرب إلى «التطرّف» عند أبي محمد الحضرمي. ويستلهم ابن أبي يحيى القرآن بكثرة في رسالته. ويظهر مصطلحها خطابا جاروديا. كما لاحظت غياب أي ذكر لإدريس بن عبد الله في الرسالة رغم أنّها كتبت لنصرته، ممّا قد يحملنا على الشك فيها.
أمّا الرسالة الثانية فهي موجّهة من إدريس بن عبد الله إلى البربر يدعوهم إلى نصرته وتأييده والجهاد معه، فهي «دعوة» أو «سيرة» للعامّة. وخطابها زيدي معتزلي بني على أصلي العدل والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهي كرسالة ابراهيم بن أبي يحيى محكمة البناء متينة اللغة، تفيدنا كثيرا في فهم تطور بعض العقائد الزيدية؛ ولم أجد ما يثير شكا أو ريبة في نسبة الرسالة وموثوقيتها.
تبقى رسالتان، الأولى منهما نسبت في «كتاب المصابيح» لإدريس بن عبد الله وأنّه أرسلها «إلى أهل مصر»، وقد أثبت أنّها موضوعة؛ والثانية وردت في «أخبار فخّ» حيث ذكر ابن سهل الرّازي أنّ يحيى بن عبد الله أرسلها إلى هارون الرشيد حينما عرض عليه الأخير الأمان. وهي رسالة طويلة يعرض فيها يحيى «للتاريخ» الزيدي، تاريخ الخروج. وهي شبيهة إلى حدّ ما بالرسائل التي تنسبها المصادر لمحمد النفس الزكيّة والتي خاطب بها أبا جعفر المنصور. وقد شككت