إن ما حدا بي لطرح هذا السؤال هو ورود خبر عن أحمد بن سهل الرّازي في «كتاب المصابيح»(وعنه في «تيسير المطالب» (انظر ما يلي ص ٢٨٤)، لم يرد في النسخ الثلاث المخطوطة التي اعتمدتها. والخبر يتناول ما عرف عن سخاء الحسين بن علي الفخي ويرد ضمن أخبار مذكورة في المصادر الأخرى قبل الدخول في تفاصيل معركة فخ عند الحديث عن الحسين ابن علي.
وأجد نفسي أمام احتمالين:
١) إمّا أن يكون الخبر من كتاب آخر لأحمد بن سهل الرازي لم يصلنا.
٢) أو أن يكون أحمد بن سهل لم يدخل هذا الخبر في كتابه-إذ أنّه لم يترجم فيما وصلنا من كتابه لا للحسين بن علي قبل خروجه ولا ليحيى وادريس-فيكون سماع أبي العبّاس الحسني-لهذا الخبر-منه عن طريق الرواية (الشفاهيّة على الأرجح) إذ أنّهما كانا متعاصرين.
والمخطوطة الأقدم التي وصلتنا من كتاب «أخبار فخ» انتسخها حميد بن أحمد المحلّي صاحب كتاب «الحدائق الورديّة» سنة ٦٣٨/ ١٢٤٠ وقد صرّح المحلّي أنها نسخة ضعيفة غير مهذّبة وأنّه اجتهد في تصليحها على العجلة ثم قابلها على نسخة أخرى، مما يعني أن هذا الخبر لم يوجد في كلا الأصلين اللذين اعتمدهما المحلّي. وثمّة أمر آخر تجدر الإشارة إليه، وهو أنّ أخبار الحسين الفخي ويحيى وإدريس في «كتاب المصابيح» هي من القسم الذي أتمّه علي ابن بلال. وقد وردت رسالة إدريس بن عبد الله إلى البربر في بعض المصادر بسند أبي العباس الحسني إلى أحمد بن سهل الرازي، غير أننا لا نجدها في «كتاب المصابيح» كما وصلنا وإنّما ترد فيه رسالة له إلى «أهل مصر»، بيّنت