للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عليه منكم خاصّة، وأرسله إلى النّاس كافّة، وجعله بين أظهركم ليميّز به بينكم، وهو تبارك وتعالى أعلم بكم منكم بأنفسكم، فاستنقذكم من ظلمة الضّلال إلى نور الهدى، وجلا غشاوة العمى عن أبصاركم بضياء مصابيح الحقّ، واستخرجكم من عمى بحور الكفر إلى جدد أرض الأيمان، وجمّل برفقه ما انفتق من رتقكم، ورأب بيمنه ما انصدع من شعبكم، ولمّ بإصلاحه (١) ما فرّقت الأحقاد/والجهل من قلوبكم، ثم اقتضب برمحه لكم الدّنيا الصعبة (٢) فذلّت بعد عنت (٣)، ثم أبسّها بسيفه فأرزمت (٤) وتفاجّت واجتّرت بعد ضرس/ودّرت، ومرى ضرعها بيمين كفّه فأحفلت أخلاقها (٥) وانبعثت أحالبها (٦)، فرئمتكم كما ترأم النّار (٧) المقلاة، طلاها فشربتم عللا بعد نهل، وملأتم أسقيتكم فضلا بعد اكتظاظ؛ وتركها، صلّى الله عليه، تدور حولكم وتلوذ بكم كما تلوذ الزّجور (٨) بسقبها، فلمّا أقام أود قناتكم بثقاف الحقّ، ورحض بظهور


(١) م ص: إصلاح.
(٢) م ص: الضبعة.
(٣) م ص: فاذلت بعد واشمها بسيفه فارزمت.
(٤) في الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٩؛ وأخبار أئمة الزيدية ١٩٢: وأبسها فارزمت.
(٥) م: فاختلفت اخلافها.
(٦) ص: احلابها.
(٧) ص والحدائق وأخبار أئمة الزيدية: الناب؛ وفي أصلين من مخطوطات الحدائق: النار (انظر أخبار أئمة الزيدية:١٩٣، حاشية ٢)، وفي اللسان (١٢/ ٢٢٤): «الروائم: الأثافي لرئمانها الرماد، وقد رئمت النار الرماد، فالرماد كالولد لها»؛ قلت: ورئمان النار المقلاة منه.
(٨) والزجور من الإبل التي تدرّ على الفصيل إذا ضربت فإذا تركت منعته، وقيل هي التي لا تدرّ حتى تزجر وتنهر (اللسان ٤/ ٣١٩).

<<  <   >  >>