للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت: يا أمير المؤمنين حرام الدّم، ما رأيت قطّ أمانا (١) أصحّ منه ولا أوثق (٢)، وليس في نقضه حيلة؛ قال: فأخذ دواة بين يديه فرماني بها فشجّ رأسي، ودفعه إلى غيري حتّى عرضه على جميع من حضر، فقالوا كلّهم مثل قولي إلاّ أنّهم لم يبادوا به؛ قال (٣)، فقال وهب بن وهب أبو البختري بعدما قال هو (٤) إنّه صحيح: ها هنا حيلة، قال: ما هي؟ قال:

إن قال الفضل بن يحيى إنّه نوى وقت ما أعطاه الأمان غير الوفاء فالأمان باطل، قال هارون: والفضل يقول هذا. قال: فدعا بالفضل بن يحيى، وأخوه جعفر بن يحيى حاضر فقال هارون: أليس (٥) إنّما نويت بالأمان غير الوفاء؟ فقال الفضل: ما/نويت بالأمان إلاّ الوفاء؛ قال:

فغضب هارون وقال: ويلك أليس إنّما نويت غير الوفاء؟ قال: لا يا أمير المؤمنين ما نويت إلاّ الوفاء، قال: [فاشتد غضب هارون وقال:

ويلك أليس نويت غير الوفاء؟ قال:] (٦) لا والله الذي لا إله إلاّ هو ما نويت غير الوفاء يا أمير المؤمنين، ونظر أبو البختري إلى يحيى بن خالد وجعفر بن يحيى قد تغيّرت وجوههما وأربدّت، ورمياه بأبصارهما فعرف الشّر في وجوههما، قال، فقال: يا أمير المؤمنين ما تصنع بهذا ادع لي بسكين، فأحضر له سكين فقطع الأمان ثم قال: يا أمير المؤمنين اقتله ودمه في عنقي. قال، فقال له يحيى: يا دعيّ، لقد (٧) علمت قريش


(١) ص: أمانا قط.
(٢) م ص: أوثق منه.
(٣) من ر وحدها.
(٤) ر: قاله.
(٥) م ص: بالفضل ويحيى بن خالد وابنه جعفر بن يحيى حاضران.
(٦) ليست في ر.
(٧) م ص: والله لقد.

<<  <   >  >>