للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمن أخفاها/في كمّه وأنا لا أعلم، فلما كان بعد سبعة أيام أتيته والموكلون بالباب، فدخلت عليه وأغلقت الباب من داخل، فإذا هو يصلي، فاشتدّ تعجّبي وقعدت بحذاه وقلت (١): بهذه الخلقة أردت الخلافة، وبهذا الوجه أردت الخروج على أمير المؤمنين؟ وكان يحيى خفيف اللحية، وهو مقبل على صلاته ما يلتفت إليّ، فما زلت أعرّض (٢) به وهو مقبل على صلاته ما يلتفت إليّ حتى شتمته بالزاني (٣)، فأسرع في صلاته وأوجز فيها ثمّ وثب إليّ وثوب أسد (٤) فقعد على صدري وقبض على حلقي وعصره حتى ظننت أنّه قد قتلني، ثم أرسلني حتى استرحت ثم قبض على حلقي حتى فعل ذلك فيّ ثلاث مرّات ثم قال: لولا انه ليس في قتلك درك لقتلتك، ثم قال: ويلك من شتمت أفاطمة بنت محمد أم فاطمة بنت أسد أم فاطمة بنت الحسين أم زينب بنت أبي سلمة؟ ثم خلاّني فخرجت هاربا وفتحت الأبواب وقلت للبوّابين:

ادخلوا فليس هذه قوّة من لم يأكل سبعة أيام شيئا. ففتّشوا البيت فأخرجوا بستوقة السّمن فأخذتها وأغلقت الأبواب، وتركته ثلاثة أيام ثم جئت ففتحت الباب الأول ولم أغلقه وقلت للموكلين: إذا (٥) سمعتم صياحي فادخلوا، ثمّ فتحت الباب الثاني والثالث فتسمعت (٦) فلم أسمع


(١) م ص: ثم قلت.
(٢) م ص: اتعرض.
(٣) في هامش ص الأيسر: «هذا كناية عما دأب خلفاء السوء هؤلاء وأتباعهم أن يواجهوا الناس به وتستطيبه ألسنتهم من خبيث القول».
(٤) ص: الأسد.
(٥) «إذا»، ليست في ص.
(٦) م ص: فسمعت طويلا.

<<  <   >  >>