للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: ما قال لك؟ فأخبرته، قال: فاذهب وضيّق عليه، فذهبت فجعلته في بيت ليس فيه طعام ولا شراب، ثم جئته بعد أيّام فإذا هو في محرابه يصلّي، فأخبرت هارون فقال: فعل الله بك غششتني، فحلفت/أنّي ما فعلت، قال: فاذهب ففتّشه، فجئته فامتنع فاستعنت عليه فإذا تحت باطن قدميه شكوة (١) فيها سمن فنزعناها، وخرجت وسددت عليه، ثمّ أخبرت هارون وتركته أيّاما، ثم جئته أنظر ما حاله/فإذا هو ميّت في محرابه، فأخبرت هارون. وذكر نحو القصّة التي ذكرناها آنفا.

وأما هارون الوشّاء فقال: حدّثني عبد العزيز بن يحيى الكنانيّ،

قال (٢):

جمع هارون الفقهاء فكان فيمن أحضر محمد بن الحسن، والحسن بن زياد، قال وكنت فيمن حضر، وأحضر من القرشيين جماعة من ولد أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزّبير، وأبو البختري، وأحضر أمان يحيى فدفع هارون الأمان إلى محمد بن الحسن (٣)، ويحيى في الحديد (٤)، فقال: يا محمد انظر في هذا الأمان هل هو صحيح أم (٥) هل في نقضه حيلة؟ فقرأه ثم قام قائما وقال: يا أمير المؤمنين أمان صحيح، ما رأيت أمانا قطّ أصحّ منه، ولا ظننت أنه ما بقي في الدنيا رجل (٦)


(١) م: شوكة؛ ص: قدمه شكوة.
(٢) هامش ص الأيمن: «رواية أخرى في كيفية جمع الرشيد الفقهاء لنقد الأمان».
(٣) هامش ص الأيمن: «كلام محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله».
(٤) م ص: في الحديد حاضر.
(٥) ص: او.
(٦) م ص: احد.

<<  <   >  >>