للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمعة دعاهم للعرض (١)، فلما دخلوا المقصورة أمر بها فأغلقت عليهم، فلم يخرج منها أحد حتى صلّوا العصر ثم عرضهم، فلمّا دعا باسم حسن بن محمد فلم يحضر، قال ليحيى بن عبد الله والحسين بن علي لتأتياني به أو لأحبسنّكما، فإنّ له ثلاثة أيام لم يحضر العرض ولقد خرج أو تغيّب، فرادّاه بعض المرّادة، وكان الحسين أتقاهما في الردّ عليه، وأمّا يحيى فإنّه شتمه، فخرج حتى دخل على العمري فأعطاه الخبر، فدعاهما العمري فوبّخهما وتهدّدهما، فتضاحك الحسين في وجهه، وقال: أنت مغضب يا أبا حفص، فقال له العمري: وتهزأ بي أيضا وتخاطبني بكنيتي؟ فقال له (٢): قد تكنّى من هو خير منك أبو بكر وعمر وكانا يكرهان أن يدعيا بالولاية، وأنت تكره كنيتك وهي الكنية التي اختارها لك أبوك.

قال يحيى بن عبد الله: لمّا بايعناه خرجت على دابتي راكضا مسرعا (٣) حتى أتيت حدبا (٤)، وبها موسى بن جعفر، وهو على ميلين/من المدينة. وكان موسى بن جعفر شديد الغيرة فكان يأمر بإغلاق أبوابه والاستيثاق (٥) منها، فدققت (٦) بابه فأطلت حتى أجبت وخبّرت باسمي، فأخبر الغلمان بعضهم بعضا من وراء الأبواب وهي مقفلة، حتى فتحت


(١) زاد في ص فوق السطر: «يعني المتوكّل»، يعني متوكل العرض كما سوف يتضح لاحقا، إذ إنّه بعد أن شتمه يحيى ذهب إلى العمري والي المدينة.
(٢) ص: قال.
(٣) د: مسرعا راكضا.
(٤) كذا في د ص، ولم أقع على موضع بهذا الإسم.
(٥) ص: والا استيثاق.
(٦) د: فدفعت.

<<  <   >  >>