للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذلك، ثم أمر به فقيّد وأتى فطرق كعابه بالمطرقة فما نطق بحرف، فقالوا له: لم لا تتكلّم؟، فقال [١]: [من الطويل]

وإنّي من القوم الذين يزيدهم ... شماسا وبأسا شدّة الحدثان

ثم استأمن عبد الله بن الأفطس فأومن؛ واستأمن علي بن إبراهيم فأومن؛ ولحق يحيى بن عبد الله بالديلم بعد استخفائه بالكوفة ثم ببغداد وبعد أن جال (١) البلاد؛ ولحق إدريس بن عبد الله بأقصى المغرب.

وأنشد بعضهم يرثي من قتل بفخ [٢]: [من البسيط]

يا عين بكّي بدمع منك منحدر ... فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن/

صرعى بفخ تجرّ الريح فوقهم ... أذيالها وغوادي دلّج (٢) المزن

حتى عفت أعظم لو كان شاهدها ... محمد ذبّ عنها ثم لم تهن

ماذا يقولون والماضون قبلهم ... على العداوة والشحناء والإحن

ماذا نقول إذا (٣) قال الرسول لنا (٤): ... ماذا صنعتم بهم في سالف الزمن

لا الناس من مضر حاموا ولا غضبوا ... ولا ربيعة والأحياء من يمن

يا ويحهم كيف لم يرعوا لهم حرما ... وقد رعى الفيل حقّ البيت والركن/


(١) د: تجول.
(٢) مقاتل الطالبيين: الدلج.
(٣) ص: إذ.
(٤) مقاتل الطالبيين ماذا يقولون إن قال النبي لهم.

[١] مقاتل الطالبيين ٣٩٤ (ط ٢.٣٣٦): «قسوا وصبرا»؛ وفي زهر الآداب ١/ ١٢٩: «جلدا وصبرا قسوة السلطان».
[٢] مقاتل ٤٥٩ (ط ٢.٣٨٥) وقد نسبت في روايتين مرّة لداود بن علي العباسي ومرة لداود السلمي؛ والحدائق (مصورة) ١/ ١٨٠؛ ومنها ٣ أبيات في معجم البلدان ٤/ ٢٣٨ (فخ).

<<  <   >  >>