للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل خراسان على أبي الدوانيق اضطرابا شديدا حتى همّوا بطرد ولاته ودعاته. . .» [١]. وقد ذكر أبو الفرج عن عقبة بن سلم أن المنصور قد دعاه وذكر له أن لبني الحسن «شيعة بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم ويرسلون إليهم بالصدقات. . .» [٢]. ومما يؤكد انتشار دعوة محمد بخراسان ومنذ وقت مبكر أن أبا جعفر أرسل برأس العثماني، محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله، [٣] إلى هنالك. ولا ننسى أن خراسان كانت تميل للعلوية منذ مقتل يحيى بن زيد.

ولا نعرف أسماء دعاة محمد إلى خراسان.

-ووجّه محمد النفس الزكيّة إلى المغرب دعاة اختلف في أسمائهم واضطرب الأمر على المؤرخين في تحديد هويتهم، فقد ذكرت أكثر من رحلة لأكثر من داع، ويعود سبب التخليط إلى نجاح إدريس بن عبد الله في الهرب إلى المغرب بعد معركة فخ وفي تأسيسه دولة هناك استقطبت عددا كبيرا من الحسنيين وانتشر هؤلاء في المغرب واستقلّوا بولايات فيه [٤]، فربما حاول كل من أبناء هؤلاء نسبة شرف دخول المغرب والدعوة فيه لأحد أجداده. ثم إنّ أسماء الحسنيين تتشابه وتتكرر-كأسماء الطالبيين بعامّة-مما أدّى إلى اختلاط الأمر على المؤرخين فاعتبروا اسم أحدهم-وقد يكون قد دخل المغرب في أوائل القرن الثالث الهجري-مطابقا لاسم أحد الحسنييّن من أبناء النفس الزكية أو إخوته. لهذا لا يمكن الوثوق بالروايات التي وصلتنا، خاصة روايات المتأخرين كابن الآبار وابن عذاري وابن أبي زرع وغيرهم. وأوّل من ذكر داعيا للنفس الزكيّة إلى المغرب، هو المشرقي أبو الحسن الأشعري إذ قال إنّ النفس


[١] الحدائق الورديّة ١/ ١٦١، س ٥ - ٧.
[٢] مقاتل الطالبيين ٢١٣ (ط ٢.١٩٠).
[٣] مقاتل الطالبيين ٢٢٦؛ العيون والحدائق ٣/ ٢٣٦ - ٢٣٧.
[٤] قارن بأبي عبيد البكري، المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب ١٢٢ - ١٣٤.

<<  <   >  >>